منتدى الجمال والإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجمال والإبداع

اصرار على روعة الاصدار
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كي لا ننسى التاريخ الهجري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 106
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/09/2009
العمر : 31

كي لا ننسى التاريخ الهجري Empty
مُساهمةموضوع: كي لا ننسى التاريخ الهجري   كي لا ننسى التاريخ الهجري Icon_minitimeالسبت يناير 30, 2010 9:51 pm

صباح عبق بذكر الله ...





كيف بدأ التريخ الهجري؟

في زمن عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه.
ففي السَّنة السّادسة عشرة ـ يعني بعد خلافته رضي الله تعالى عنه بثلاث سنوات تقريبًا ـ جاءت هذه الفكرة.
والسّبب ـ كما ذكر الحافظ: ابن كثير؛ في: "البداية والنّهاية" عن الواقديّ ـ أنّ صكًّا رُفِعَ لعمر رضي الله عنه؛ وفيه دَين لرجل على رجل، وأنّه يَحِلُّ هذا الدَّين في شعبان؛ فاخْتَلَفَ:
هل هو شعبان في هذه السَّنة؟
أم في السَّنة الّتي قبلها؟
أم الّتي تلي هذه الّتي هم فيها؟
ثمّ جمع الصّحابة وقال: ضعوا للنّاس تاريخًا يعرفون به حلول ديونهم.
فاجتمع أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إلى الخليفة الرّاشد: عمر رضي الله تعالى عنه؛ يتشاورون في وضع هذا التاّريخ، وبحثوا في ثلاث مسائل؛ وكان في المجلس:
عثمان بن عفّان، وعليّ بن أبي طالب، وعبد الرّحمن بن عوف، وجمَعَ من كبار الأشياخ وأسياد الصّحابة رضي الله عنهم أجمعين.
بحثوا في— المسألة الأولى:
هل يُنشئون تقويمًا مستقلاًّ خاصًّا بهذه الأمّة؟ أم يتْبعون غيرهم؟
وبحثوا ـ أيضًا ـ في المسألة الثّانية:—
من أين يبدؤون هذا التّاريخ؟ من أيّ حَدَث؟
وبحثوا في المسألة الثّالثة:—
من أيّ شهر يبدؤون العام؟
ƒ أما في المسألة الأولى؛ فبُحِثَتْ في هذا المجلس؛ فقال بعضهم ـ مقتَرِحًا ـ:
"نضع تاريخًا كتاريخ الفُرس"..
يؤرّخون بملوكهم؛ كلّما مات ملِك، وقام مكانه ملِك آخر؛ ذكروا وكتبوا تاريخًا جديدًا.
وقال بعضهم:
"نؤرّخ بتاريخ الرّومان؛ ببداية الإسكندر"..
وذكروا بعض التّقاويم؛ لكنّها رُفِضَتْ؛ لم يقبلْها عمر، ولم يقبلْها كبار الصّحابة!
أبَوْا أن يكونوا تابعين لهذه الأمم الهالكة! لهذه الأمم الكافرة!
واستقرَّ الرّأي على أن: ينشِؤوا تاريخًا جديدًا؛ يكون خآصًّا للمسلمين!
وهذا الّذي ينبغي!
نحن أمّة متميّزة! أمّة موحّدة.. أمّة كرّمها الله.. وشرّفها الله.. ورفعها الله.. وجعلها خير الأمم! لا بدّ أن نكون مستقلّين؛ حتّى في تواريخنا! ألاّ نكون تبَعًا لغيرنا! والأسوأ: أنّ هذا التّبع؛ هم أمّة كافرة بالله وباليوم الآخر!!
فأجمَعوا على أن يكتبوا تاريخًا جديدًا.
فبحثوا في المسألة الثّانية:
من أين يبدؤون؟... من أين يبدؤون في هذا التاريخ؟
فقال بعضهم: نبدأ من مولد النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
وقال بعضهم: نبدأ من مبعثه.
وقال بعضهم: بل نبدأ من هجرته.
إذًا: لا بدّ أن يُربَط التّاريخ برسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.
هل نبدأ من الولادة؟ هل نبدأ من المَبعث؟ أم من الهجرة؟
فكان رأي عليّ بن أبي طالب ومعه جماعة من الصّحابة؛ أن نبدأ من الهجرة؛ لأنّها أظهر من المـَوْلد والبعثة، وأشهر، وأثرها عظيم؛ وتأسّستْ بها دولة الإسلام في المدينة؛ فاختار عمر هذا الرّأي، واستقرّ المجلس عليه؛ أن تكون بداية تدوين التّاريخ من: هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم؛ فأوّل سنة في هذا التّاريخ الإسلاميّ؛ هي السَّنة الّتي قضاها النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في المدينة؛ وهي أوّل سنة قضاها بالمدينة.
إذًا: هذا هو مبدأ التّاريخ: هجرة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم من مكّة إلى المدينة.
بعدما استقرّ رأي المجلس؛ على أن تكون بداية التّاريخ من هجرة المصطفى عليه الصّلاة والسّلام:
بحثوا في المسألة الثالثة:
من أين نبدأ العام الهجري؟
فكان هناك رأيان:
رأي يقول: نبدأ من شهر ربيعٍ الأوّل؛ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم دخل المدينة في هذا الشّهر؛ فنبدأ ببداية الهجرة وبدخول رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم إلى المدينة.
والرّأي الآخر يقول: بل نبدأ من شهر الله المحرّم؛ من الشّهر المحرّم؛ لأنّ هذا الشّهر هو: أوّل الشّهور العربيّة الهلاليّة؛ ولأنّه يكون بعد فريضة عظيمة، وركن عظيم من أركان الإسلام؛ وهو الحجّ.
فاستقرّ الرّأي، واختار عمر والمجلس معه الرّأي الثّاني؛ على أن تكون البداية من شهر الله المحرّم، ولأن هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم؛ بدأ التّخطيط لها قبلها بشهرين أو بثلاثة؛ يعني أن مبدأ الهجرة يكون من شهر الله المحرّم؛ فلا تعارض بين الرّأيين.
ومع أنّ الصّحابة استقرّوا على الرّأي الأوّل؛ مع أنّ الصّحابة في هذه المسألة الأخيرة استقرّوا على الرّأي الّذي يقول: "إنّ البداية تكون من شهر الله المحرّم"؛ إلاّ أنّ بعض العلماء أخذ بالقول الثّاني؛ كما ذكر السُّهيلي عن الإمام مالك بن أنس؛ أنّه يرى أنّ البداية تكون من: ربيعٍ الأوّل؛ لكنّه قول ضعيف، وليس عليه العمل؛ الّذي استقرّ عليه العمل عند المسلمين أنّ الشّهر المحرّم هو أوّل الشّهور، وهو البداية، وهي الشّهور التي أقرّها الله سبحانه وتعالى، وشرعها للنّاس في كتابه:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}
هذه هي الشّهور الهلاليّة الإسلاميّة الّتي تبدأ بـ: "المحرّم"، وتنتهي بـ: "ذي الحِجّة"؛ هي الشّهور المذكورة في كتاب الله عزّ وجلّ، وهو التّوقيت العالمي على الصّحيح:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}
الأهلّة هي الّتي تبدأ بها الشّهور العربيّة الإسلاميّة وتنتهي؛ وليست كالشّهور الإفرنجيّة؛ لا تعتمد على شيء محسوس! ولا على شيء يعرفه النّاس! ولا على شيء مشروع!
لكنّ الشّهور العربيّة الإسلاميّة ـ هذه ـ تعتمد على شيء ظاهر ومعروف؛ وهو مقرّر شرعًا وحسًّا! هي تعتمد على الأهلّة؛ والأهلّة هذه هي مواقيت للنّاس؛ جعلها الله سبحانه وتعالى مواقيت للنّاس.
فإذا أردنا التّوقيت: العالمي... الكوني... الشرعي؛ الّذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم؛ هو توقيت المسلمين؛ وهو تقويمهم، وتاريخهم الّذي يؤرِّخون به من زمن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه؛ إلى هذا العصر.
لكن! مع الأسف! من نحو مئة سنة أو مئة وخمسين؛ لمّا هجم الاستعمار على بلاد الإسلام أرغم المسلمين على ترك هذا التّاريخ!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zizou.ahlamountada.com
 
كي لا ننسى التاريخ الهجري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجمال والإبداع :: المنتدى الديني :: منتدى التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: